تاريخ صناعة العطور


يبحث الكثير منا عن تاريخ صناعة العطور في العالم وكيف تطورت عبر الزمن حيث ان العطور مرت بالعديد من المراحل الزمنية من العصر الحجري وعصر الحضارات القديمة والحضارة الإسلامية وعصر الحضارة الاوربية الحديثة حتى تطورت ووصلت ليومنا هذا

بدأت نشأة العطور في البداية في الحضارات القديمة بعد شمهم الازهار الطبيعة والورد والتوابل ومعرفة الأشياء التي تخرج الروائح المميزة حيث أنهم من هنا بدأوا يزرعون الأشياء التي تخرج الروائح الجميلة ، وبدأوا يعصرونها ويحصلون  منها على الروائح العطرية بطريقة بسيطة وبكميات اقل و محدودة يستخدمها القليل من الناس 

كيف بدأت صناعة العطور

بدأت صناعة العطور في العصور القديمة من خلال عملية عصر الازهار بطريقة بسيطة حيث يتم وضع الازهار على لوحة كبيرة من ورق البردي ، ويمسك بطرف اللوحة امرأتان، ويضعان بداخلها القليل من الماء والورود، ويقومان بتدوير الأطراف فيما بينهما حتى تعصر المكونات ويستخلص العطر منها، ويتم وضع اناء كبير  بالأسفل  أجل وضع الكميات المعصورة، ويحتفظون بها في الأواني الفخارية، وكان يتم صناعة العطر  زوجات الامراء والملكات والاغنياء، ويتم التزين به في الاحتفالات وبعد ذلك تم صنعه من خلال وضع الورد في أواني فخارية صغيرة وكانت العطور مقتصرة فقط على الأغنياء والملوك والاميرات لأغراض التزين وغير مخصصة للبيع .

تطور صناعة العطور عبر الزمن

كان المصريون القدماء أول من قاموا باستخدام العطر من خلال تعلمهم كيفية صناعة الأوراق، والزيوت، وقد قاموا بتطوير الطريقة الخاصة بتقطير العطور في القرن العاشر، وهذا سهل عليهم صناعة العطور، ونشر منها العطر السائل بشكل واسع، وبعدها انتشرت العطور  ، وظلت في التوسع إلى أن وصلت أوروبا، وبعدها الرومان واليونان، وفي أول القرن التاسع عشر بدأ العطارون يستخدمون الكحول بدرجة عالية لكي يعلموا من صنع العطور، وهذا ما أثر على صناعة العطور، وقاموا بإنتاج الروائح من النبات والفواكه بشكل صناعي، وهذا ما جعل للعطور روائح لا مثيل لها، وجعلها مميزة للغاية، وبعد ذلك تم توسعة تصنيع العطور وإنشاء عطور صناعية ضخمة متخصصة، وأصبحت المكونات فريدة من نوعها وأصيلة


تاريخ صناعة العطور في الحضارة الإسلامية

كان المسلمون يهتمون بالعطور  بصوره خاصة حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام يهتم بالبخور والطيب ويأمر بالتطيب ، حيث قام المسلمون باستخراج العطور بنفس طريقة المصريين القدماء أما العرب فكانوا أول الأشخاص الذين استخدموا الزهرة لاستخراج ماء الزهور، وذلك منذ ما يقرب من 1300 عام/ وهم كانوا يستخدمونها في الطيب وفي الشفاء من العديد من الأمراض,   عطورهم المشهور المسك والعود والورد  كانت شائعة بين جميع التجار  والقبائل، وكان يتم التهادي بينهم وبين والقبائل وفي استقبال الوفود

 قد استخدموا جميع انواع الورود، مثل عطر الفل والياسمين، والورد، والزهر، وصاروا يعلمون الناس طريقة استخراج العطور، ثم تطورت صناعة العطور على ايد علماء المسلمين من أبرزهم ابن سينا الذي كان خبير بالطبيعة والطب، حيث أنه ألف كتاب يسمى كيمياء العطور، وهو  يحتوي على أنواع عديدة من عطوره التي كان يقوم بتركيبها، وكتب قائمة كبيرة فيها طريقة صنع العطور وأنواعها، وكان يقوم باستخدام العنبر والمسك في تركيبتهم وصناعتهم، واعتبرهم من العناصر  الاساسية في تكون جميع العطور ثم بعد ذلك انتقلت هذه الكتب والعلوم والعطور الى اوربا بعد عمليات الغزو والاحتكاك بين اوريا وبلاد العرب والمسلمين

   

تاريخ العطور في العصر الحديث وفي الحضارة الأوروبية

قام الأوروبيون بالاهتمام بصناعة العطور وتصديرها الى  أنحاء العالم، حيث أن أوروبا قد تعرفت على  صناعة العطور من العرب بعد تطويرها من خلال العرب والمسلمين خاصة في الاندلس مع الاحتكاك الثقافي ، واشتهر الهنغاريون بالاهتمام بتركيبات العطور وصناعتها، وأصبحوا يتوارثون فيما بينهم هذا العلم في الأماكن الخاصة بصناعة العطور، وقاموا بإنشاء مصانع كبيرة لصنع تركيبات العطور، وقام الهنغاريون بإضافة مادة الكحول للعطور وهي من المواد الجديدة التي يتم استخدام هذه المادة في العطر، كما أنها اصبحت اساسية في العطور، وذلك عام 1370، حيث ان إليزابيت ملكة هولندا في ذلك الوقت كانت تحب العطور و تنتقيها بنفسها

ثم قام  الفرنسيون بدور كبير في تطوير العطور، وقاموا بتركيب العديد من التركيبات الفريدة، وأولها اهتمام كبير، وأبدعوا فيها حتى اصبح العطر الفرنسي من العطور المميزة ، وكانوا يسمونه أفضل العطور، وكان لهم خبرة كبيرة في تركيب العطور في القرن السابع عشر

ومع التطور العلمي والاكتشافات العلمية خاصة في مجال الكيمياء اصبحت صناعة العطور أفضل  وتم اكشتابات تركيبات كيمياء وخلاصات عطرية مختلفة ووضعت لها بصمات مختلفة للأغنياء والفقراء، وذلك بسبب اضافة المواد الكيميائية

 

من أول من قام بتصنيع العطور؟

أول عطر تم اكتشافة في العالم هو العطر الذي عثر عليه في جزيرة قبرص حيث قام العديد من العلماء الاثار بمشاهدته في مايو عام 2004، وهذا العطر يرجع تاريخه لأكثر من أربعة آلاف عام، كما أن هناك العديد من البعثات التي كشفت أن قطعة الأرض هذه التي يتم صناعة العطور عليها تبلغ أربعة آلاف متر مربع، حيث انهم كانوا يخصصون في صناعة العطور، وهي في الغالب قد أخذت طريقه صناعتة من المصرين القدماء حيث تشابهت طريقة صناعتها مع الأغراض التي تستخدم وتتناقل في الإمبراطورية الرومانية